تمشي الهوينا

في دفء الشتاء تمشي الهوينا .. دثارها الخجل ولباسها الحياء ..

ترنوا الى المدى فيخضر مداها  وتزدهر حقولها .. فيا لعيناها ويا لروعتها ..

نفسي فطرت على حب الجمال فوجدته يقتبس من وجنتاها ..

اجالس نفسي في مناى عن الوجود الاطف امنياتي  واترقب طيفها ..

تمر السنين تترى  وياخذ الزمن حصته من عمري وانا في انتظارها ..

تربكني امواج الحياة وتقلقني وكاني تائه يخشى الفوات ..

كنت ولا زلت الاحق امالا كبيرة في شتى مناحي الحياة ..

وكانت دوما تتاتي وتختفي  ولكنها اهدتني روحي المنتظرة ..

هبة ربانية من اله كريم عظيم بقلبي رؤووف رحيم ..

لغات من التوائم تتجسد في اريحيتها الباسمة ..

وكان الزمن يعيش لنا .. والافراح صيغت لنا ..

والامنيات مناطة بنا .. والخير ينتشر بيننا ...

والامل يحلق فوقنا .. وبلبل السلام يغرد لنا ..

والاطفال تغرق في شتات الشوكولاته من اجلنا ..

والكبار يعدون اللحظات لمعانقتنا ..

والنساء في انحنائآتهن يصفقن لنا ..

والدنيا ترقص وسط افراحنا ..

والخيل تركض في مجدنا ..

ونحن في بياض من السمو

نرفل في ثياب سماوية

تزكينا انفاس ملائيكة ..

تشملنا السكينة

وبين بين تمتد ايدينا نحو السماء

منبهرين برب قدير اتخمنا بالنعم ..

وتولانا بالفضل

وغمرنا بنعمة الوجود ..

وشملنا بنعمة الوئام الذي اختاره لنا

تباشير وجوهنا تقول انه راض عنا

وسط الزحام ترتدي روحي ثياب الصمت

تمشيني خطواتي في هدوء الليل تبكيني اهاتي ..

اهرب من وجودي متتوقا لعوالم من الخيال المنسية ..

انظر اليهم في وجوم متفرسا تلك الوجوه الغابرة ..

وتناديني الروح فاتلقفها وتجذبني وسط احضانها ..

وهمسات ملتفة وسط غياهب الغموض الواهمة ..

تسامرني الريح وتحلق بي فوق الوجود ..

تلوح لي بيديها لاراها في حور الغياب ..

اجواء خيالية ترسم وقائعها بالوان العتاب ..

وامكنة تلقائية تهاتفني لحظاتها وكانها سراب ..

وبساط يركض بي الى مدائن الاشواق ..

وكان الليل لايريد الصباح

وكان الحب لايريد البوح بما يخفي ذالك الصدر البواح

وكان الزمن لم يزل متوقفا تحرقه ظهيرة الصباح ..