غرائب مجتمعية! #حمد_الكنتي
بعض البشر يضع لنفسه موازنات خاطئة ، ليعيش عليها طوال حياته ، جازما انها هي الصحيحة ، عذره في ذلك ان العالم كله يعمل بتلك الافكار ، ويتمثل بتلك العادات .
مثل
هؤلاء عندما تجالسهم تسمع الغرائب ، وعندما تحاورهم تجد العجائب ، فأفكارهم التي
يقيسون بها حياتهم لا تتطابق مع سنن الله في الكون ، ولا تتلاءم مع القيم الفاضلة
التي ينبغي ان يتسم بها الانسان في هذا العالم
.
ولكي
لا احيرك معي اكثر عزيزي القارئ ، اليك بعض الافكار الغريبة التي تسكن في عقول
الكثير ، ومن ضمنها المثل الشعبي الذي يقول ( بعدما شاب ودوه الكتاب ) فهذا المثل
يجعل الهمة خائرة ، والذات واهنة ، لأنه
لا يتفق مع قدرات الانسان الهائلة وكما قال الشاعر محمد اقبال :
وتزعم
أنك جرم صغير .. وفيك انطوى العالم الاكبر
ومن
الغرائب المجتمعية هي تلك الجملة التي تقول (من سبك رد عليه بعشرة!) فهذه الجملة
مثلا كفيلة بتأجيج الصراع ، وزرع الفتن ، والعاقل منا هو الذي يستبدلها بأشياء
اخرى كالتغاضي ، والتسامح !
ومن
الافكار المستغربة في قولهم: (أنا لا احترم إلا الشخص الذي في مستواي أما الاخرين
فاحتقرهم وأقلل منهم) وربما اتعامل مع من أحب بكل رقيّ ، ولكن خرجت تعاملت مع
الاخرين بأسوأ أنواع التعامل ، وهذه فكرة منافية للقيم الانسانية النبيلة وبكل
تأكيد .
ومن
الاشياء الملفتة جِداً في مجتمعاتنا هي قضية الحوارات ، فتجد الكثير وللأسف عندما
يحاور الاخرين يريد نتيجة واحدة وهي الانتصار في هذا الحوار ، مهما كلف الثمن ،
حتى لو كان دفع الثمن نُكران الحق ، وكبح جِماح الحقيقة!
ومن
الموازين التي انقلبت في مجتمعاتنا هي أن النظرة لمُعلم الناس أصبحت قاصرة !
وتنعكس عندما يتعلق الأمر بلاعب كرة قدم فتصبح عالية ، ويصبح هذا اللاعب هو صانع المجد وقدوة الشباب
، ويكون هذا المُعلم هو الكائن العادي الذي لا يُقدم ولا يؤخر ، وربما لا يعرفه أحد
!
وفي
الختام يقول الامير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد في قصيدته أربعين :
شفت في الدنيا مهـازل تُفقِـد المـدرِك صوابـه
يفخر الكافـر بكفـره
تُشْتَـم بْقولـة " أصولـي "
كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق