دواء الروح
العزلة
دواء للروح ..
في زحام الحياة نحتاج أحيانا إلى أنفسنا إلى أن
نواجه مرآة روحنا هنالك في الزوايا الصامتة , هنالك حيث الأنا والذات , حيث العزلة
الجميلة , والوحدة الأجمل , تماما كما يفعل النسر حينما يرتقي عاليا في السماء
ويبقى وحيدا حيث لا احد يقول وبأعلى صوته ( البعد عن الناس راحة ) وقد تكون هذه أسطورة
ولكنها حقيقة , لان العزلة أحيانا تنقي الروح , والوحدة في بعض الوقت تعري الحقيقة
أمام الذات , وتكون حينها المواجهة المؤلمة , والمكاشفة الواضحة ، وألم المحاسبة ,
وإزعاج صراحة الحقيقة , وكأن الإنسان حينها يمارس عملية الصقل التي يصفها ابن
الرومي وصفا جليا ورائعا حينما قال حكمته الرائعة ( كن كالثلج الذائب طهر نفسك من
نفسك ) فعلا هي عملية تطهير , وقضية مواجهة للذات , وتمحيص للوجدان , وسبر لكل خطايا الإنسان , وتأمل في ماضي الزمان
.
الله ما أجمل الوحدة المنتجة , وما أجمل العزلة
الممحصة , فالبعد عن الناس أمر نحتاجه بين حين وحين , كما فعل سيد المرسلين حينما
كان يتحنث في غار حراء , ليواجه الذات ويبتهل إلى الإله , ويخرج بعدها منتشيا بعبق
الحياة , وطاقة الروح , ليلتقي بالبشر مجددا , بعد أن تزود بزاد الروح , وانتعش بإكسير
الحياة .
حكمة المقال :
إذا استطعت أن تواجه نفسك فأعلم انك قد عرفتها حقا
(د علي شراب )
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي
Alknty.20@gmail.com
1435-1-10
تعليقات
إرسال تعليق