من هنا البداية

الجامعة هي البداية ..
الكثير منا يعتقد بان الدراسة الجامعية هي نهاية العلم , فتجده بعد الجامعة يذبل ويجمد على ما ترسخ في ذهنه من تلك المفاتيح الجامعية , وأسميتها مفاتيح لان الجامعة لا تعطيك ذلك العلم الوافر ، وإنما تعطيك منهج مبسط تحتويه مذكرات عابرة ، ونتيجة هذه المذكرات تكمن في رؤوس أقلام ، وبضعة مفاتيح تفتح لك الذهن لتنطلق نحو غد مشرق ، ولترقى في آفاق سامية ، تنقلك من سطحية الفكر ، إلى عمق المعرفة ، ومن التبعية العمياء ، إلى الفكر المنير ، والرأي المستنير .
وأنا اعتقد بأنهم فكروا بهذه الطريقة لان الدراسة الجامعية مربوطة بالعمل ، فأصبح الواحد منهم يدرس لكي يصل إلى وظيفة قال عنها العقاد (بأنها استرقاق القرن العشرين ) ويظل في تلك الوظيفة جامدا لا يتطور وكأنه يذكرنا بالسيد عادي الذي عاش حياة عادية ومات بطريقة عادية ، وتلك إشكالية كبيرة حينما يرتبط العلم بالعمل ، وهذا عنصر مهم لا مناص منه في وقتنا الحالي ، ولكن يجب أن لا يتوقف الشخص على ذلك فالعلم واسع ، وعلى الإنسان أن ينمي نفسه في العلم ويزداد من المعرفة لا لشيء وإنما لذاته هو ولرفعته والله يقول ( يرفع  الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا عالم ومتعلم ) .
ما أجمل المعرفة لمن تذوقها ، وما أجمل مجالسها ، كيف والملائكة تحفها ، والإيمان منتشر فيها ، والله يفرح بها , ويتقبلها ،
وكما قالت الحكمة ( على الإنسان أن يتعلم من شيء كل شيء ، ومن كل شيء شيء ) .
واليوم طرق المعرفة واسعة ، فالتنقية لم تكن ذات يوم للترفيه ، وإنما وجدت لفتح النوافذ ، وإنارة العقول ، ليصل الإنسان إلى أرقى القمم ، وليرتفع عن صغار الهمم ، وليصل إلى حيث يجب أن يكون ، خليفة لرب الكون ، ساعيا لأعمار الأرض ، متعبدا لله بغرس فسيلة النماء ، على ثرى هذه الأرض العامرة .

كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله