لا تتمارضوا ..!


الله عندما خلق البشر خلقهم متفاوتين في القدرة على التعاطي مع متطلبات الحياة ، وهم أيضا يصنفون أنفسهم ويضعونها وفق ما يشاءون في مراتب الحياة ، فتجد أن بعضهم قويا صامدا مسئولا عن ذاته واعيا بحياته ، وتجد البعض الآخر ضعيفا مستندا على آخر يسانده في هذه الحياة ، وتجد ضعيفين يحاولان التمسك ببعضهم البعض ليصلوا إلى آخر الطريق وكما قالت العرب
سند الضعيف على الضعيف يؤدي إلى سقوطهما .
وما نشاهده الآن من شباب يتمارضوا في كل وقت وحين ، ويدعوا أمراض ليست فيهم ، ويتوهموا أشياء لم يصابوا بها ، لكي يتعاطف معهم الآخرين ، وكأنهم يفقدون شيئا معينا أو يفتقرون إلى طاقات ايجابية من الآخرين كما يقول د إبراهيم الفقي رحمه الله (بان الناس عبارة عن طاقات فهنالك ايجابي يعطي الآخرين طاقات ايجابية وهنالك سلبي يعطي الآخرين طاقات سلبية ، وهنالك من هو مفتقر للطاقات ويتسولها من الناس ، ويتظاهر بالضعف وقلة الحيلة ويدعي الأمراض لكي يتعاطف معه الآخرين ويمنحونه طاقات ايجابية لينطلق بها نحو الحياة ) .
سبحان الله لا يليق بالشباب إظهار الضعف فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا ) وحتى في قلب المرض قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي ( طهور) فقال الأعرابي ( بل حمى تفور على شيخ عجوز لتورده القبور ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هي كذلك ) وكانت نظرته صلى الله عليه وسلم  لها هنا ايجابية ونظرة الأعرابي للحمى سلبية .
ولا يليق بالرجل ألتمسكن والركون نحو الأحزان وادعاء الأمراض ، فكما قيل ( ما خلق الرجال إلا للشدائد ) وبحسب ما ترى نفسك يراك الآخرون ، فإذا كنت ترى نفسك ضعيفا خانعا سيروك كذلك ، وإذا كنت قويا ثابتا سيتعاملون معك وفق ذلك ، وأنت وما ترى ..!
وكما يقول الدكتور علي شراب للكون قوانين ثابتة ، ومنها قانون الجذب فما تفكر به ستحصل عليه من مشاعر ونجاحات ، وقانون الصدى ما تفعله سيعود إليك ، فإذا ادعيت المرض جلبته إليك ، وإذا استشعرت الألم جاء إليك ، وهكذا ، فاحذر أن تجلب لكونك التعاسة  وروح العالم بحاجة إلى ابتسامتك كما قال باولو كويلوا .
كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله