عناوين ! #حمد_الكنتي


لكل كاتب رحلة متميزة مع القلم ، ومسيرة مختلفة مع السطر ، تجعل للكاتب بصمة مختلفة عن أي كاتب آخر ، وهذا يتجسد عيانا بيانا في المقابلات الصحفية التي يجريها الإعلام مع الكُتّاب ، إذ تجد هنالك اختلافات كثيرة بين كل كاتب وآخر في منهجية الكتابة ، وطريقة اختيار العنوان .
فبعض الكُتّاب لا يستطيع أن يكتب المقال إلا إذا وجد العنوان ، فتجده دائما مهووس في البحث عن عنوان يكون هو المفتاح الذي يجعل الأفكار مشرعة ، ومتدفقة ، في كتابته للمقال الذي يريد .
والبعض الآخر لا مشكلة عنده في العنوان ، فهو عامر الفكر ، متدفق الأفكار ، يكتب فحسب ، وبعد أن ينتهي من مقاله ، يبحث له عن عنوان يناسبه ، ومن ثم يقوم بنشره  .
وهنالك نوع ثالث ، يكتب المقال أولا ، ثم يقوم بقراءته مرة ، أو مرتين ، ومن بين سطور مقاله ، يَخرُج له العنوان الذي يريد  .
وأما النوع الرابع ، فالعناوين تزاحمه في الطرقات الواسعة  ، وفي الأزقة الضيقة ، ويراها على جباه الناس في الطرقات ، ويشتمها في رائحة قهوته ، وقد تأتيه في منامه ، فيستيقظ ليكتبها على أوراقه خشية أن تضيع ، وهذا النوع تجد لديه عناوين في كل مكان ، فتجدها على دفتر مكتبه ، وفي مذكرات جواله ، وفي الأوراق المبعثرة في منزله ، وما تبقى منها لم يكتبه تجده يزاحمه في ذهنه ، فهو ممتلئ دائما بالعناوين  .
وأنا ألاحظ دائما أن الناس تستغرب من العنوان ، فيكون سؤالهم الدائم : من أين لك هذا العنوان ؟ وكيف اخترت هذا العنوان ؟ ولماذا كان عنوانك بهذه الصيغة ؟ وهكذا تتوالى الأسئلة تترى دائما باحثة عن إجابة  ..!
ودائما أقول لمن يسألني هذا السؤال : هذه العناوين بداية هي فضل ومنة من الله ، لا ناقة لي فيها ولا جمل ، ولولا توفيق الله ما كتبت شيئا  .
وثانيا عندما يكون الإنسان مشغول بهموم البشر ، شغف بمهنة الكتابة ، سيوفقه الله ، وستأتيه العناوين دون أن يحتسب ، لأنها رزق رباني من الله للإنسان العاشق للكتابة .
بل إذا زاد شغفه أكثر ، وكتب المزيد والمزيد من المقالات فإن موهبته ستصقل أكثر فأكثر ، وحينها ستزاحمه العناوين في كل مكان ..!


حكمة المقال

أسئلة الناس وحواراتهم واستفزازاتهم حقيبة ممتلئة بالعناوين ولكن من يلتقطها   ( حمد الكنتي )




كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله