ايقونة حائرة ..!

قصة قصيرة
يتسلل مروان إلى  غرفته باحثا عن شيء من الاستقلالية , وقليل من الوحدة الصامتة , فالكون من حوله مزدحم بالتنازع والروح في أعماقه يزاحمها التصارع  .
في غرفته لا يصدق نفسه , يتنهد , آآآه , وأخيرا أصبحت وحدي , حيث البحث عن الذات في غياهب الحياة , البحث عن الذات في تحقيق الكينونة , هنا أنا هنا ذات تريد أن تكون شيئا مذكورا , هنا ذات تبحث عن مأوى في زحام الحياة .
المنظر عبارة عن بعثرة , بطانية نائمة ترتمي على سرير صامت , أدوات مبعثرة وكأنها تحكي عن شتاته , تلفاز اسود يرمقه بنظرة لامعة , جوال مقفل في الزاوية , وزجاجة عطر ملقاة على الأرض وكأنها تشير إلى سقوط شيء ما من حياته !
صمت الحنين يغشاه , ووجوم الحيرة يحوطه من كل مكان , والدنيا كأنها شريط سينمائي يدور في جبهته وكأن هذا الشريط شيخ مسن يروي له حكايات السنين وقصص الماضي الدفين !
مقرفصا في منفاه والأسئلة المزدحمة بالفضول في أعماقه تتصارع , بكل اللغات المبهمة , لتشكل عالما من التعجب , وعلامة مستفهمة لكل تلك المشاهد العائمة على  أرض الوجود !
وحده مروان هو من يستطيع الإجابة , وحده مروان هو من يعرف سر السؤال , لتكون الإجابة سؤال آخر , ولتنسج الأسئلة خيوطها في رأسه , ويصبح ذلك الحائر الذي يبحث عن الورقة الأخيرة التي قد توصله إلى الحقيقة !
هذا مروان وهذه هي حالته , ومعظمنا قد يكون مروان , لأنه قابل للنسخ المكررة , فالوضع كما ترون مملوء بالحيرة , والقصة وإن كانت من نسج الخيال فهي تصف واقع  حاصل , تؤججه توابع  معينة لا تعي كل المعايير , لأنها هي نفسها لا تعرف الحقيقة ..!
كتبه : حمد الكنتي 

5-12-1434


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله