دكتور ولكن !


قبل ايام كنت مع احد الطلاب الجامعيين , فاخبرني انه بصدد اختبار مادة ودكتور هذه المادة حضر ثلاث محاضرات تقريبا وغاب في بقية المحاضرات وقرر عليهم كتاب كامل وتركهم على حبل المجهول !
وفي هذه اللحظة بدأت استعيد ذكرياتي في الجامعة , وجنون اسئلتي حينها , حينما اشاهد دكاترة الكليات الدينية تحديدا يتنصلون من مسؤوليتاهم نحو الطلاب , فيغيبوا بالأسابيع ويأتيك احدهم وببرودة دم ويقول لك كنت في سفر او في معرض كتاب !
والمشكلة هنا ان الدكتور  متعدد المهام , فهو دكتور جامعي , وقاض , وإمام وخطيب مسجد , وعضو في لجنة المصالحة الاسرية , وهذه مسؤوليات عظيمة يتولاها فرد واحد وانى له انجازها وإتمامها ونتساءل بعد ذلك عن ارتفاع مستوى البطالة بين الشباب !
ومما يجدر ذكره ايضا هنا , ان الدولة لم تقصر , فالدكتور يتحصل على رواتب عليا , وحوافز متعددة , تكفيه عن النظر الى الوظائف الاخرى , وبالتالي عليه ان يبقى على وضعه ويتفرغ للتدريس ولا يخلط معه عمل آخر لكي ينجز ويكون فعالا اكثر.
فالطالب يأتي من آخر الدنيا ويتكبد الصعاب ولا يجد الدكتور , وإذا تحصل على رقمه واتصل به قال له وببساطة انا مشغول ولن استطيع الحضور اليوم , وإذا اراد الطالب ان يشتكي قلة حضور الدكتور لم يجد احد يشكو له لأن الدكتور فوق القانون فلا رقيب يحاسبه ولا حسيب يعاتبه !
ولكي لا نظلم الدكتور كثيرا , فهنالك الكثير من الدكاترة المتفانون في عملهم , حيث يشتهر عنهم في الجامعة انهم لا يغيبون , ويعطون موادهم الوقت الكافي , والجهد المتواصل في ايصال المعلومة للطالب , وتوجيهه , وتنويره , وهم على ذلك الحال حتى ينتهي الفصل الدراسي بكل نجاح وتفوق .
حكمة المقال
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه )



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله