القناعة حياة !
سبحان الله رزق أبن آدم غريب , فهو مضمون من ربه , ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها , ولكن الغرابة هنا ان الرزق قد يأتيك ولا يكون لك بمعنى انه يأتيك المال ولا تستفيد انت منه , لان جزء منه ذهب لصاحب المنزل وجزء آخر ذهب لقروض البنك وجزء للكهرباء وهكذا دواليك ولا يبقى لديك منه سوى ما يسد رمقك لذلك تقول القاعدة التسويقية الامريكية بان ( راتبك ليس لك ) وهذا يدل عليه المسمى المتداول بيننا له بأنه معاش فهو معاش ولكنه قد يكون معاشا مباركا وافرا بحسب تعاطيك انت معه وطرقك في صرفه .
والنبي صلى الله عليه
وسلم كان دائما يقول ( اللهم قنعني بما رزقتني )
فالإنسان لن يشبعه
حتى التراب كما يقولون , وإذا لم تكن لديه سياسة صرفية مناسبة فلا تكفيه أعلى
الرواتب , ولذلك لا تستغرب اذا رأيت من يعيش على راتب بسيط حياة هانئة خالية من
الديون والمشاكل , وآخر راتبه ممتلئ بالأصفار المذهلة ولكنه غارق في الديون خال من
الانجازات
ضائع خلف شهوة الشراء
وكما قال معاذ ابن جبل ( أو كلما اشتهيت اشتريت ) فالقضية هنا قضية التعامل مع
الدخل أيا كان بسياسة اقتصادية متوازنة لا
إسراف فيها ولا تقتير .
وهنا مبدأ مهم جدا
وهو ان الانسان بمجرد ان يشتكي وهذا كثير في مجتمعنا وخصوصا هذه الايام مع (هاشتاق
تويتر) ( الراتب لا يكفي الحاجة ) فهو هنا يتنصل من المسؤولية , وإذا لم يلتزم
بمقدار راتبه ويصرفه وفق إمكانياته فلن تكفيه أعلى الرواتب , وسيظل في دوامة
الشكوى , وهي بلا شك لا تتوافق مع ذاته الانسانية والمقدرات التي وهبها الله له
وزرعها فيه , وكما قالوا القناعة كنز لا يفنى , ومن ادمن الشكوى سيظل في مكانه
متقهقرا وسيشتكي من كل شيء , وسيصبح نائما على جنبه ينتظر كل شيء !
تعليقات
إرسال تعليق