مرايا الحقيقة ..




كانت اقصى طموحاته البريئة كسرة او ضحكة قرب رائحة المنام وسفر في نومة هانئة  .

كانت اقصى طموحاته كرة يركضها بقدميه فتهرب عنه فيلاحقها ضاحكا وسط ذلك الجمع الغفير من اؤلائك البسطاء.

كان دائما يفكر كيف يجد دراهم مفعمة بالبراءة لعله يوجد بها اكبر طموحاته حينها ساندويتش ومشروب قد يساعد في هضم تلك اللقيمات فوق تلك العتبة المغبرة  .

 كان يعبر الطرقات برفقة اصدائقه والاحدايث تدور حول فوز نادي على نادي او عن كيفية المشاركة في دوري للحواري او خطة كبرى حينها وهي كيف يهرب من ذلك التحفيظ لكي يشاهد اكبر مبارايات الحواري  .

كان همه الكبير في الاجازة القصيرة ان يخطط هو واصدائقه كيف سيتم تامين البلايستشين او غيره من الالعاب وسهرة في بيت احدهم حتى الصباح يذهب بلا تفكير ويرتمي على فراشه غاطا في نومة عميقة  .
كان همه الكبير متى يحل الموسم ينطلق في زحمة الناس يبيع لهذا ويبتاع من هذا ، او يهب افطارا لهذا او يساعد هذا ، وفي وقت الراحة يتخير من الطعام ما يريد ويتناوله في بيئة عملية صغيرة مليئة بشغف الحياة  .

وظل يكبر شيئا فشيئا فبدأت تلك البساطة تتلاشى وبدا هجوم الافكار وقراءة ما خلف السطور ، ما هذا الضخب ، صوت ينادي انه هجوم العقل الجميل ، اصبح كل شيء ممتلئ بالاسئلة ، وعلى غرار قول الشاعر :
كبرت انا وهذا الطفل لم يكبر  .

ياتي لينام فتنطق الوسادة بكل اللغات ، وتبوح المخدة بكل اسراراها وتبدا بطرح جنون الاسئلة ، وياتي الماضي ليسافر به نحو ذلك الجمال وتلك الذكرى الجميلة ، في اثناء ذلك ياخذه الحاضر من نفسه ، فالعالم متصارع والحياة الانية تحفل بالضخب الذي يحتاج الى مرآة الحقيقة ، وما بينهما ياخذه فكره الى المستقبل وكيف سيكون وكيف ستكون ملامحه ، فتقول له نفسه انت مرآة من حولك وتاخذ بيديه الى اعماقه لتريه كل بقايا الجمال فيه حيث في كل نفس بشرية هنالك طفل جميل يرقد في البذرة الملائكية ، هو هكذا تمضي عليه الايام وكما يقول الشاعر :
تعبت من السفر الطويل حقائبي  .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله