على أهبة الاستعداد

على أهبة الاستعداد

الاستعداد سنة من سنن الحياة ، وهو صيرورة كونية ، فلاعب الكرة يعد نفسه سنوات لكي اذا حان وقت لعب المباراة يكون مستعدا ويضمن مكانه في الفريق .

والجندي يمضي في تمارين شاقة وتجهيزات متواصلة لكي يكون مستعدا لأي طارئ كان ، والطالب يقضي جل وقته بين الكتب والدفاتر يدرس ويتعلم لكي يكون مستعدا اذا حانت الفرصة وكما يقول ابراهام لينكون ( سأستعد ويوما ما ستواتيني فرصتي ) وكما يقول د علي شراب ( أعدد نفسك وسيخطفك الناس ) فالاستعداد كما اسلفت سنة من سنن الحياة ، ويفضل للإنسان الطموح ان يكون مستعدا لكل شيء ، يتسلح بكل العلوم ويحصد ما استطاع من الشهادات ويتقن ما يريد من الفنون ، حتى لو حانت الفرصة يكون مستعدا قادرا على العطاء ، والفرص كما يقول د صلاح الراشد تمر امامنا دائما ومن سيلاحظها هو الفائز حتما لأنه سيغتنمها وبدون تردد .

يحكى عن اللاعب روني انه منضبط جدا في تمارينه مع كل الفرق التي لعب معها ، وذات مرة كان يتمرن مع الفريق في بداياته الكروية وهطلت امطار شديدة صاحبتها ثلوج فقام المدرب واخرج الفريق الى غرف الملابس ، وبحث عن روني فلم يجده معهم وعندما ذهب ليلقي نظرة على الملعب وجده يواصل التمارين فقال له لماذا لا تدخل معنا انا اخشى عليك من هذه الثلوج المتراكمة فقال له روني بعبارة جميلة تعبر عن تمام استعداداته وروعة انضباطه قال ( يجب ان نتمرن تحت كل الظروف لأننا قد نواجه مثل هذه الاجواء في مباريات قادمة وعلينا اذن ان نتعود على اللعب في كل الاحوال مهما قست ) فعلا ما اجمل الاستعداد والتعلم المستمر كما يقول مالك ابن نبي في حكمته الجميلة ( ابذر بذورك فسيأتي المطر وينبت الزرع ) .


كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله