حتمية التغيير
الكثير من الناس ربما لا يعي ان التغيير صيرورة كونية ، فالكون يتغير بتغير الليل والنهار ، والإنسان تموت فيه خلايا يوميا وتتجدد اخرى ، وهكذا يستمر التغيير طالما ان عجلة الحياة تسير ، وإذا توقف الانسان عن التغيير فتلك حتما نهاية الدنيا وتوقف اللحظة وحتمية المصير .
الانسان الحي هو
الانسان الذي يتغير باستمرار ، لماذا يتغير لأنه ينموا ، والحياة من شأنها النمو
لا الجمود ، والناس الروتينين لا يتقبلون التغيير يريدون الانسان يبقى مكانه يبقى كما
عرفوه ، يقول الدكتور علي شراب الناس ترفض
ان يتغير الشخص لأنهم لا يودون ان يتغيروا معه ، لا يودون ان يتعلموا اساليب جديدة
يستطيعون من خلالها التعايش مع هذا الشخص المتجدد والذي يتغير دائما وأبدا .
هنالك اناس يصدق فيهم
قوله تعالى ( إنا وجدنا ابائنا على امة وإنا على اثارهم مقتدون ) فهم جامدون لا
تؤثر فيهم تغيرات الحياة ، يريدون كل شيء يبقى كما هو ، ان كان احدهم مدير شركة
فهو يتعامل بأقدم الانظمة الادارية ، وإن كان احدهم دكتور في الجامعة فهو يتحدث
بلغة عجزت الحياة العصرية عن فهمها ، وإن كان رب اسرة فهو يتعامل مع الحياة بتلك
الامثال الواهنة والتي لا تمثل حقيقة الحياة ( حمارك الذي تعرفه احسن من حصان جديد
لا تعرفه ) وهكذا يستمرون يعزفون على اوتار الماضي ، ولا يعون أي معنى للتطور
والتغيير .
اما ان كان التطوير
في فكر وعلوم فلا تسال عنهم ، فهذا مرفوض لأنه عولمة مقيتة ، وفكر نير به نوايا
خبيثة ، وغيرها من العبارات التي تصد كل شيء ، وتتقهقر عن كل تقدم ، وترفض كل جديد
، بل وتتوارى هنالك في الزوايا المظلمة ، والأطر الضيقة ، وكما قال الفيلسوف
المسلم مصطفى محمود ( لا يعبد الله بالجهل
) .
يا من تعشق التغيير ،
يا من تؤمن ان التغيير قانون من قوانين الحياة اسئل نفسك كما يقول الدكتور علي
شراب (ماذا كنت وأين أنا الان وكيف ارى نفسي في المستقبل ) هذه الاسئلة ان اجبت
عنها بمصداقية ستكون حتما لبنة التغيير الاولى فيك وستنقلك الى دروب التطور وواحات
المعرفة الجميلة التي تضيء حياتك وتغير بإذن الله ذاتك .
حكمة المقال
تنعم السفن في الشواطئ بالأمان ولكنها لم تصنع لذلك (حكيم)
كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق