تمشي عارية !

زحمة عائمة تجتاحنا , وصخب جامح يكاد أن يعصف بنا , ابواق صارخة تزأر هنا , وزيف من العهر يعوي هناك , وصراخ ينادي في الاعماق باحثا عن الحقيقة , وأسئلة تترى تحفل بالكثير من الشكوى , وبقايا الم هنا , جنون من الوهم هناك , عقل شارد , وذهن متسائل , ذوات حائرة , ولعبة كبرى تدار من معقل التيه , وكأن التاريخ يعيد نفسه , فهل نحن في صحراء التيه ,
وإن كان فالى متى , فالصراع الحقيقي يكمن في البحث العميق عن كنه الحقيقة , حتى وإن كانت تمشي عارية امامنا كما قال آرسطوا؟
وإن كنت انا ارى ان الحقيقة تكمن في الخلود الى السلام الداخلي ,
والذهاب في رحلة كبرى الى اعماق النفس , الى كينونة الوجود ,
الى معرفة الذات , هنالك في حجر النفس وقبلة الريح , ومواجهة الانا , والدخول في غياهب الوجدان , وتمحيص الذات , فالإنسان كون كبير وعالم آخر , فهو مدينة السلام , وان ترك الحبل لهم لعبوا به ووجوه الى ما يشاءون ليتيه في عوالمهم البائسة , ويركض خلف افكارهم القاصرة , ويلهث خلف كل شيء حتى وان كان لا يمت له بصلة ؟
آخر قطرة هنا
الى كل الراكضون خلف الوهم , لا تتعبوا انفسكم فالكون فيكم ,
وتوهج اللحظة بأيديكم , فلا يتعبكم الصراع كثيرا , ووقتكم اغلى من ركض متسارع خلف دوائر الالم , وإمعان النظر في القضايا المختلفة التي لا تثري فيكم شيئا , سوى مزيدا من الشتات الذي انتم حتما في غنى عنه ,  وقبل النهاية اسألكم قبل ان تركضوا هنالك بعيدا , هل عرفتم انفسكم ؟
حمد عبد العزيز الكنتي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله