المشاعر مفتاح الحياة

 

لو قررنا الدخول في عمق أعماق الانسان لوجدنا في داخله عوالم معقدة من المشاعر المتداخلة والمرتبطة بالهالات التي تسير معه في كل مكان لتساهم في صناعة ذاته المليئة بالصراعات والتقلُبات.

وكلما حفرنا أكثر في ذات الانسان لوجدنا العجب العُجاب الذي مفتاحه يكمن في المشاعر التي يمكن أن تجعل الشخص يمتلئ بالطاقة الهائلة وينفذ في المستحيل.. ويُمكنها أيضاً في ذات الوقت أن تجعله كومة لحم جامدة ماتت قبل أن تموت!

وتتقلب مشاعر الانسان بحسب المواقف والأحوال التي يعرفها وغالبا! يجهلها! فقد يضحك لطرفة في بيئة معينة وقد لا يضحك من ذات الطرفة في بيئة أخرى! وقد يتقبل من شخص بعض الأفعال الصعبة ولا يتقبل من ذات الشخص أشياء أسهل من ذلك! وقد يرتاح لشخص لا يعرفه، وقد ينكمش أحياناً من شخص يعرفه! وقد يبوح الانسان لغريب، ويصد عن قريب!

وهكذا دواليك تكثر الأمثلة على تقلبات تصرفات الانسان وردة فعله التي ترتبط غالباً بمشاعره تجاه أصحابها، ولذلك فإن المسؤولين عن ادارة الأعمال يحرصون على تهيئة الكثير من الأجواء ذات المشاعر الايجابية بين فريق العمل لتزيد الانتاجية، وذات الأمر ينطبق على جميع الفرق في مجالات التعليم والاعلام  والرياضة والثقافة والتجارة، وغيرها من المجالات الأخرى التي لا يمكن لها أن تنتعش وتنمو بدون حبل التواصل الذي لن يقوى بين مُسيّريها وصُناعها إلا بالمشاعر الجيّاشة التي تبث الشغف والحماسة في قلوب الجميع، فيصنعون الحاضر، ويرسمون المستقبل بمشاعرهم الأخوية الصادقة.

وهكذا تُواصل المشاعر لعبتها مع الانسان، تحييّ فيه أشياء، وتُميت فيه أخرى، تُقربه من المستحيل، أو تُبقيه عند حدود الممكن.


حكمة المقال


صحيح أن المشاعر تبث فينا طاقة هائلة، ولكن لا يجب أن نجعلها هي الحكم على الاشياء والأشخاص، ففي الكثير من الأوقات نحتاجها كمفتاح، ولكن علينا ترك الأحكام لعقل القلب عند تحتم الخيار علينا في الحياة.


كتبه/ حمد عبدالعزيز الكنتي

 


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله