روعة الدعاء


الله ما أجمل الخلوة في السحر حيث تبث الهموم لرب البشر ..
وما أجمل الابتهال إلى رب العزة والجلال وهذا الابتهال يندبنا الله إليه بقوله ( إني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) فالله هنا ينادينا لندعوه .

ويؤكد  لنا الله مبينا أهمية الدعاء وخطورة تركه في نفس الوقت حيث يقول في القران الكريم ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) وهذه الآية تبين لنا مدى أهمية الدعاء وعلو قيمته  .

والدعاء يخرجنا من مراحل اليأس إلى عوالم البهجة ، ومهما عمل الإنسان من ذنب ومهما اقترف من خطيئة فالله يناديه حيث يقول في القران : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
فلا يقول الإنسان يائسا : الله لن يغفر لي ، وذلك لان علاقتنا بالله تختلف عن علاقتنا بأي شيء آخر فالله يقول لنا في الحديث القدسي ( يا أبن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم دعوتني لغفرت لك ولا أبالي) وهذا الحديث يدل على أن الدعاء لا يخضع للمقاييس فهو ابتهال روحاني يربط بين الإنسان وربه والله يقول في الحديث القدسي ( يا أبن ادم إن نسيتنا ذكرناك وإن جافيتنا أمهلناك وإن جئتنا قبلناك ) ويقول أحد العلماء ( إن لله طرائق عدد أنفاس الخلائق ) والله قريب منا بل أنه اقرب إلينا من حبل الوريد والله يفرح بعودتنا إليه ويشتاق لأنين المنيبين إليه  .

وبمجرد ما يدعوا الإنسان فهذا أول توفيق لان الله لا ييسر لكل أحد أن يدعوه ، وهذه الدعوة قُبِلت ولكن كما يقول العلماء فيها : (أنها إما أن تستجاب  معجلة أو تأتي في شكل آخر بمعنى أنها تبدل أو تؤجل لصاحبها في الآخرة ) فمثلا إن دعا إنسان بالرزق فقد يأتيه هذا الرزق في شكل مال كما يحب ، أو يبدل ويكون علما أو جاه ، أو يؤجل في الآخرة ويكون جنة عرضها السماوات والأرض  .

حكمة المقال :

وإني لادعوا الله حتى كأنما  .. أرى بجميل الظن ما الله صانع


 كتبه  : حمد عبد العزيز الكنتي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله