باعة الوهم ..!

أنا لا أتصور أن يعيش الإنسان حياة تبنى قراراته فيها على الأحلام ، وهكذا يستمر في حياته يشتري الوهم من بائعيه ، يستمر بائعا عقله لمشتريه ، ويعيش قلقا خائفا يمتلك فكرا اعتماديا على الغير , بكلماتهم يأخذ آراؤه ، وبعباراتهم يبني حياته ، لا حظ له ونصيب في ذاته ، وعقله مكبلا في قيوده ، وكما يقول المفكر محمد الشنقيطي ( إذا لم تفكر بعقلك فذلك كفر بنعمة العقل التي وهبها الله لك ) .
بصراحة أعجبني هذا الأسبوع قرار إيقاف برامج الأحلام وهذه خطوة رائعة فكل أصبح ينام ويرى الأحلام ويستيقظ في عمق المنام كمدمن يبحث عن جرعة وهي هنا اتصال في جوف الليل أو في وضح النهار بمن يفسر له حلمه وليست المشكلة في بيع الوهم هذا فحسب وإنما هي اكبر من ذلك فهذه الكلمات التي يقولها هذا المفسر هي برهان حق عنده هذا الحالم ونتيجة ثابتة قد تغير مسار حياته .
وأنا هنا لا أتحدث عن الرؤيا الحق فهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبها شرع الأذان وغيره ، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره، فقال: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل من جبل فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها.متفق عليه
فهذا دستور نبوي وضح هذه القضية برمتها وبين حقيقتها ، واعتقد ان الذي يسرف في هذه الأمور هو شخص لا يشعر بالسلام الداخلي ، ولا يمتلك الثقة الكافية في حياته ، فتجده مذبذبا لا يعي كيف تكون الحياة ، وأعجبتني هنا مقولة جميلة للدكتور محمد العوضي قال فيها ( نحن امة كثرت فينا الأحلام وقنوات الأحلام ونجوم الأحلام لأننا أمة نائمة )

كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله