#كيف_تكتب_مقالة؟ #حمد_الكنتي
موضوع : خطوات كتابة (المقال )
يتساءل الكثير ممن يحاولون الكتابة عن الخطوات
التي ينبغي عليهم اتباعها في كتابتهم للمقالات تحديدا ، ومن خلال خبرتي في الكتابة
حصرتها في هذه الخطوات التالية ، والتي تتكون من افكار جوهرية تدور حول مرحلة ما قبل المقال ، ثم مرحلة اثناء المقال ، ثم مرحلة ما بعد
المقال .
ونبدأ في توضيح مرحلة ما قبل المقال ، والتي
تكون بالخطوات التالية :
-
أ - مرحلة ما قبل المقال
1-
لابد للكاتب اولا من الاهتمام بالقضية التي يريد ان يكتب فيها فيعرف أي موضوع سيكتب فيه كبعض المواضيع التالية : ( التسول الالكتروني-أو الحسد – أو التدخل
في امور الاخرين-أو عضل النساء بالإجبار على انتظار ولد العم- أو التعصب الرياضي –
أو تصنيف الاخرين ) الى اخر هذه القضايا الكثيرة جدا ، والتي يمكن ان يكتب فيها
الانسان بوفرة وحماسة
2-
لابد ان يكون هنالك امتلاء ذهني لدى الكاتب بالقضية التي يريد الكتابة عنها فلا يصلح ان يشرع
الكاتب في تناول موضوع لا يفهمه ، فانا كحمد الكنتي عندما اكتب في الرياضيات التي
لا افهمها لا ولن استطيع لأنني لست متشبع ذهنياً بها !.
والامتلاء الذهني بالقضية
يأتي من خلال: القراءة عنها-وتجربتها-والتحدث حولها مع الناس مباشرة ، او في وسائل
التواصل الاجتماعي -والاحتراق من أجل البحث فيها وتغييرها .
إضافة الى تعزيز الثقافة العامة دائما بكل جديد
كما قالوا : لابد ان تعرف من شيء كل شيء ، ومن كل شيء ، شيء ).
-
ب - مرحلة اثناء المقال
في هذه المرحلة سيبدأ الكاتب بكتابة المقال ، والتي
تقوم على فكرة جوهرية تتضمن ( مقدمة
المقال + صلب الموضوع + الخاتمة ).
وهنا عليه ان يعي ان المقال يختلف عن الخاطرة ،
فالخاطرة هي حديث القلب الذي يعتمد كليا على المشاعر والعواطف ، ولها حالات شعورية
عميقة .
اما المقال فيتحدث فيه الكاتب عن
قضية ( صحفية – او ادبية ) يعتمد فيها على عدة ادوات ، منها مثلا :(التجربة والقضية
والادلة من القران ، والسنة، والشعر والارقام والاحصائيات والدراسات والقصص والحكم
والتوقعات) الى آخر ذلك من الادوات .
ولكي يبدا الانسان في كتابة المقال فإن
عليه ان يعتني في كتابة مقدمة المقال
بعدة مداخل يدخل من خلالها الى مقاله .
فيمكنه مثلا ان يبدا مباشرة بسرد
المشكلة ، كأن يقول مثلا : ( اشاهد كثيرا من الناس لا يردون عليّ السلام في الطريق
...)
ويمكنه ان يُدشّن بداية المقال بسؤال
؟ ، فيقول : ( لماذا الناس يصرفون اوقات كثيرة في متابعة كرة القدم ؟ ......)
وربما يشرع في بداية مقدمة المقال
بقصة ، كأن يقول : ( يحكى ان ....) أو يقول : ( حدثني صديق لي عن قصة
...............) ثم يدخل بعد القصة في صلب المقال .
وفي صلب
موضوع المقال سيتحدث الكاتب عن تحليله لأسباب المشكلة من وجهة نظره
، ويبرهن عليها بالأدلة التي تقويها ، وتكون هذه الادلة ( بالآية أو الحديث أو القصة
أو بيت الشعر أو التجربة المستعارة أو التجربة الشخصية أو دراسة وارقام ، أو خبر صحفي) .
وبذلك يكون الكاتب قد وصل الى خاتمة المقال التي قد يذكر فيها الاسباب
التي جعلته يذم التصرفات التي سردها في مقدمة وصلب موضوع المقال او يمدحها .
وقد
يذكر ايضا في الخاتمة الاسباب التي جعلته يحارب هذه القضية ، وبإمكانه ان يطرح
توقعاته لهذه القضية – خصوصا في المقالات التحليلية – وتوقعاته لا يبنيها على
العاطفة فقط ، وانما تكون مبنية على الدراسات والارقام التي لا تكذب غالبا لكي
يكون رأيه اكثر مصداقية وتأثيرا في المتلقي .
وبعد
ان تنتهي خاتمة المقال يكون الكاتب بذلك قد انهى مقاله ، وهنا يمكنه ان يضيف بعض
الاضافات التي سيذيل بها المقال تكون تحت وسم (حكمة المقال أو ومضة- أو اخر سطر-
أو اخر نقطة- أو همسة أو كلمة " حسنا ماذا بقي ان اقول " ) الى اخر تلك
العبارات الختامية ، والتي تكون عبارة عن جملة قصيرة مُركّزة ترتبط ارتباطا وثيقا
بمضمون المقال ، وتكون بمثابة خلاصة جميلة تجعل القارئ يستذكر ما قرأه في المقال .
وفي
اسفل المقال يضع اسمه لكي يعرف الجميع ان هذا المقال له ، وليس لكاتب غيره .
-
ج – مرحلة ما بعد المقال
في
مرحلة ما بعد المقال على الكاتب ان لا ينسى قضية عنوان
المقال فهو عنصر مهم من عناصر المقال ، فبالعنوان يأتي القارئ
للمقال ، ولذلك فإن العنوان الجيد قد يجذب القارئ لمقال رديء ! ، والعنوان السيء
قد يمنع القارئ من قراءة مقال جيد ! ، والذكي هو من يجعل عناوينه جاذبة ليُسّوق
لنفسه تسويقاً جيداً ومثمراً .
ويختلف
الناس في العنوان فبعضهم يأتيه العنوان قبل المقال ، وبعضهم يأتيه بعد المقال ، وبعضهم
يضطر ان يقرا المقال ليأخذ من بين مضامينه عنوانا يُصدّر به مقاله ، ولا مشاحة في
ذلك فالأمر بحسب التيسير للجميع .
ويفضل
في العنوان ان يكون مختصراً وجذاباً ، ومتوافقا خصوصا في المقال الصحفي مع الحالة
اليومية او الاسبوعية .
فهنالك
عنوان يكون من كلمة واحدة كبعض عناوين مقالاتي
( مناسبة ، أو بعثرة ) وبعض العناوين يكون من كلمتين
كبعض عناوين مقالاتي ( قناعات مختلفة ، أو هواجس الاسئلة ، أو شغف الخلاف ).
وهنالك
عنوان من ثلاث كلمات كبعض عناوين مقالاتي (
الله منتهى المحبة ، أو بوح حان وقته ، أو ماذا تقول لزوجتك؟ ) .
واما
بالنسبة لقضية تسويق المقال فإنها
امر مهم يحتاج فيها الكاتب الى عمل وصبر ، فالكاتب المبتدئ قد يعاني قليلا في نشر
الصحف له ، ولكن مع مواصلة الارسال والصبر سيجد بان الصحف قد اصبحت تنشر له وبكثرة
.
واذا
نشر له المقال فان عليه ان يقوم بعملية تسويقية ممتازة له ، فعملية تسويق المقال
تكمن اهميتها بنفس اهمية كتابة المقال ، وبالتالي فإن على الكاتب ان يُفرغّ وقتاً
كافيا لوضع رابط مقاله في التطبيقات التالية : ( فيضع المقال في وسائل التواصل
الخاصة به " كالواتساب " بأفراده ومجموعاته ، و " تليجرام " بأفراده
ومجموعاته ، وعلى الصفحة الشخصية في " الفيس بوك " إضافة الى صفحات
المجموعات الثقافية والادبية والاجتماعية في ذات التطبيق ، ويضعه ايضا في تغريدة
اضافة الى رابط في (البايوا) في تطبيق " الانستغرام " ، وينشره في موقع
" تويتر " كتغريدة خاصة وتغريدات متفاعلة مع هاشتاقات تويتر النشطة
يوميا ، ويصور مقاله في تطبيق " سناب شات " ، وينشر مقاله مع اسمه في
تغريدة واحدة على تطبيق " غوغل بلس " ، ويرسل مقاله في رسالة لكل
المضافين لديه في " الايميل " ، ويضع رابط المقال ايضا في تطبيق "لينكد إن") وغيرها من بقية
التطبيقات الاجتماعية الكثيرة والمتنوعة ، والتي تساعد الكُتّاب اليوم وبقوة في
الوصول الى اكبر شريحة من القراء، فيستفيدوا من زيادة عددهم في القراءة ، والنقد
البنّاء .
وعلى
الكاتب ان يختار اكثر جملة يرى بانها تجذب القارئ ، ويضعها بجوار رابط المقال
كنبذة مختصرة عن فكرة المقال ، وهذه الجملة القصيرة قد تجعل القراء يتسابقون بشغف
الى معرفة ما يخفيه هذا المقال ، فيدخلون على الرابط ، ويستمتعون بالقراءة .
-
د - معلومات مهمة جدا لكاتب المقال
واخيرا هذه معلومات
مهمة لكل كاتب وكاتبة حول كتابة المقال :
1
: اذا اراد الشخص ان يدرج كلمة باللهجة العامية في مقاله فعليه ان يضعها بين قوسين
مثل : (الهرجة-اشبنا) وغيرها من المصطلحات العامية .
2
: عليه ان يعتني بالإملاء ، فالقُرّاء ينزعجون من الكاتب الذي لديه اخطاء في
الاملاء.
3
: من المهم العناية بعلامات الترقيم(،..!؟...():/) لأن القارئ من خلالها سيعرف متى
سيتوقف ، ومتى سيكمل القراءة مرة اخرى.
4
: في المقال الصحفي على الكاتب ان يُبسط من مفرداته لأنه مقال موجه للعامة ، وليس
للنخبة المثقفة.
5
: اذا خطر ببالك عنوان اكتبه مباشرة في جوالك ، او أوراقك ، فالعنوان يساعد بشكل
كبير في كتابة المقال فلا تُغفل أهميته.
6
: اذا كتبت المقال اعد قراءته مرة اخرى وثالثة لكي تصحح الاخطاء ، وتطور ما يحتاج
تطويره ، وتحذف مالا داعي له.
7
: اذا اردت ان تكتب مقال فعليك ان تتحدث
في موضوعه مع اصدقائك ، او في مواقع التواصل الاجتماعي لكي تزيد من معلوماتك عنه
عبر الحوار المشترك بينك وبين اصدقائك مباشرة ، او في وسائل التواصل الاجتماعي .
وفي
الختام بالتوفيق للجميع ، واتمنى ان يكون لهذه الكلمات اثر في كل كاتب او كاتبة
تساعدهم على النهوض بأقلامهم ، والارتقاء بنصوصهم ليصبحوا نجوما في سماء القلم .
جمع وكتابة وترتيب : حمد عبد العزيز الكنتي
........................................................................
تعليقات
إرسال تعليق