موسيقى السراب
موسيقى السراب
تهافت
موسيقي يعزفني على اوتار الوجود , ويسمعني معزوفة الخلود .
من
اكون , سائل مدلهم في وجع السكون , وكأنه هاتف نادى متصوف في خلوة نائية , على وقع
تساقط حبات سبحته العتيقة , يناجي رب الكون.
من انا
قصة اتدوالها مع الحياة , فلا هي التي
روتني ولست انا الحكاية , يبدوا بأنني انا المحكي على وجع السنين .
ولكي
اقول علي ان افهم , فلا الذات ذاتي وليست
القصة قصتي , حتى ان شئت ان ارسم اجد ما احاوله رسمه قد وصفه السراب .
اما
حكاياتي مع الامنيات فهي قصة اخرى , فلن اوقظ تعاستي , ولن اتوقف عن امنياتي ,
التي لو تحققت كاملة لما صار لحياتي معنى .
وبين
بين هنالك نظر قاصر وفكر ضيق , لان الله في عليائه , قد رسم لي دروب الحياة , وقدر
لي ما شاء , وأرشدني الى صوابي , وامرني بمواصلة الركض , ونهاني سبحانه عن وجوم
الالتفات .
قالوا
المتصوفة بان الفاقات هي اعياد المحبين , وصدقوا في ذلك , فالمشكلات هي جوهر الكون
, ولذلك وجدنا , وفي مجمل الامر لا يزال الزمن ينتظر .
طبقيات
تجتاحنا , وتنثر سمومها هنا وهناك , وفي مجمل الامر هي تقدم لنا هدايا من طبق من
ذهب , لأنها تعرني لنا الحقيقة , وترينا معنى الحياة .
ركض
هنا وآخر هناك , وعقل هنا وآخر هنالك , وما بينهما صراع من وهم , تتناهشه اذيال
العولمة , ويغيب عنه شعور الانتماء , لتوقظه سهام الخطيئة , وتتكون هنالك ظلمة في
عمق النور.
عندما
تقف الحياة على ضحالة الفكر , وتفاهت المادة , عندها فقط ستصطرخ المخرجات بالوهم ,
وتتلطخ بزيف النوايا .
اتركوا
الامور على عواهلها , اتركوها بأيديهم , وانتظروا ضبابية الموقف , وضبابية الارادة
, وصمت اليقين , وسطوة اجتياح ضلال الرغبة .
اما
انا فإني احزم حقائب الحقيقة , وارى امامي ابتسامات الغد ترتسم على وجه تلك البشرى
التي عرفتها بشائر التوقيت , وكأنها ضبطت ساعتها على وقت العودة , فالقطار قادم
هنا ومتوقف هنالك !
انا
راحل الى بسمات الاطفال , وضحكات الانوثة في عيون الصغار , وحكاية التاريخ على
جبين المسنين , وعمق الحنان في عيون الذين يشاركوني ذات المكان , قلتها في مدونتي بأنني
اتحين فرص الاوطان وأتمنى لهذا العالم السلام .
اسمع
صوت يناديني , هيا الحق بي فقد جئت لأكونك , صوت ينبض بالحنين على سلم الذكرى ,
صوت يجعل المستحيل يستحي من ان يكون
ويتوارى خلف الظنون , صوت يبشر ويعزف ويعشق وينثر , صوت هو الحياة , ايها الصوت
القادم هاأنذا جئت اليك وكلي شوقا اليك .
حكمة
ان كنت شجاعا بما يكفي لتقول وداعا فستكافئك الحياة بمرحبا
جديدة ...
باولو كويلوا
كتبه / حمد الكنتي
في مدينة الدمام النائمة على محيط البحر
تعليقات
إرسال تعليق