دع القلق وأبدا الخطابة ! #حمد_الكنتي


تميم شاب كان يفكر كثيرا في افادة الناس ، عبر الحديث لهم على منصة ، تجعل افكاره اكثر نضجا .. فبحث عن حكيم يرشده على الطريق ، وبعد عناء وجد هذا الحكيم الذي قال له : يا تميم عليك ان تعي اولا أنك اذا كنت خائفا من الماء ، فلن تسبح .. واذا كنت تخشى مواجهة  الجمهور فلن تخطب ، فضلا عن أن تقدم حفلا خطابيا  .
فقال له تميم : أنا لديّ الحافز ، وفيّ الرغبة ، ولكن أين الطريق ؟
فقال الحكيم : الطريق بكل بساطة موجود حولك في كل مكان وفي اقرب مكان .. الطريق يا سيدي يبدأ من منصة ( التوستماسترز ) وينتهي بك ملهما في اكبر المسارح العالمية  .
فقال تميم : هذا رائع لقد تخيلت أنني اتحدث بجنون امام الملايين والكل في صمت ينصتون لي  .
فقال الحكيم في إعجاب : هذا شعور رائع وما الذي يمنعك من ذلك فانت اهل لذلك وكما تقول احدى قواعد البرمجة اللغوية العصبية ( في داخل كل شخص منا الامكانات التي تؤهله للنمو ) وهنالك مقولة جميلة تعجبني دائما قالها الامام علي بن ابي طالب ( وتزعم أنك جرم صغير .. وفيك انطوى العالم الاكبر ! )
فقال له تميم بحماسة : رائع لقد الهمتني بهذه المحفزات .. واريدك ان تشرح لي كيف هي خطوات الخطابة ؟
فقال الحكيم : ابشر .. فأول خطوة في رحلة الخطابة هي ان لا تخشى مواجهة الجمهور - والخوف من الجمهور امر طبيعي – إذ تقول بعض الدراسات ان نسبة 97 % من الناس يخشون الخطابة امام الناس ، اكثر من خشيتهم من الموت !!
فقال تميم متفاجأ : يا الهي الى هذه الدرجة الخطابة مرعبة !
يرد الحكيم سريعا : هي ليست مرعبة ، هي كما قلت لك ان هِبتها فلن تخطب البته ، وان تجرأت عليها فستجد أنها امر من السهولة بمكان ، خصوصا انك ستخوضها في بيئة ( التوستماسترز ) وهذه بيئة اكبر ما يميزها هو الايجابية ، والمتعة ( فالعقل الذي لا يستمتع لا يتعلم ) كما تقول الحكمة  .
فقال تميم : شكرا يا حكيم فقد سهلتها عليّ جدا ، وجعلتني أتطلع للتعرف اكثر عن عالم الخطابة المثير  .
فقال الحكيم : هو عالم مثير .. وانت يا تميم به جدير .. ( فالتوستماسترز ) شعاره ( نحن نتعلم بالتطبيق ) .. وفيه يقيم الانسان عشر مشاريع خطابية ، تبدأ من المشروع الاول وعنوانه ( كسر الجمود ) وتنتهي بالمشروع العاشر وعنوانه ( الهام الجمهور ) وأنت يا تميم ستصل اليه ، وتلهم الجماهير حتى لا تغمض لأحد عين .
فقال تميم وبحماسة : يا الهي هذا شيء مدهش .. حقا .. اذا انهيت هذه المشاريع سأكون خطيبا مفوها  !
فقال الحكيم وبكل ثقة : نعم وهنالك مشاريع عُليا لمن اراد ان يواصل رحلته ليصل الى اعلى الدرجات في ( التوستماترز) هذا العالم الذي ان جاز لي سميته ( منهج الحياة ) لأنه فعلا كذلك .
فقال تميم : رائع جدا .. ولكن كيف أُعدّ خطبتي الاولى ؟
فقال الحكيم : هذا امر سهل جدا فخطبتك الاولى في رحلة ( التوستماسترز) ستكسر فيها الجمود من خلال الحديث عن نفسك ، في ثلاث محاور وهي ( ماضيك ، وحاضرك ، ومستقبلك ) .
فقال تميم :  هذا جميل حقا ! وهل هنالك محظورات في المواضيع التي اود الحديث فيها
فأجاب الحكيم قائلا : نعم لدينا في اندية ( التوستماسترز) ثلاث محظورات يحرم الحديث فيها وهي : الاديان – والسياسة – والجنس ) ولديك منطقة واسعة للحديث عن كل شيء في هذه الحياة .
فقال تميم : هذا جميل جدا ، وسأبدأ معكم في المشاركة من الاسبوع القادم بإذن الله .
فقال له الحكيم : اهلا وسهلا بك في عالم ( التوستماسترز ) حيث ينشأ القادة .. ولكن هنالك تنبيهات عليك ان تعتني بها ، لتكون خطبتك مؤثرة ، وملهمة للجمهور
والتنبيهات كالتالي : عليك أولا ان تُعد خطبتك جيدا عبر قراءة مفاهيمها ، وشروطها ، وقواعدها في الكتاب التعليمي المرافق لك .. وعليك ايضا ان تتدرب على القائها جيدا ، قبل ان تأتي الى النادي .. وعليك اذا ارتقيت منصة النادي لكي تخطب للناس ، ان تبتعد على بعض الكلمات التي تحطم الاخرين قبل ان يستمتعوا بما تقول ، مثل ( سامحوني انا لم اعد جيدا ، أو انا صوتي مبحوح فان لم تسمعوني فاعذروني  ! ) وغيرها من العبارات السلبية .. وايضا احذر من البداية الركيكة ، لأنها ربما توقفك ، او تؤثر على ادائك ، فالبداية القوية عبر المقدمة المؤثرة ، والصوت المسموع ، ستجعلك تستمر في خطبتك ، وتؤدي بشكل جيد ، حتى ولو كان مضمون خطبتك سيئا ، او متواضعا .. وعليك أيضا ان لا تتضجر من التقييم ، فالفريق الذي سيقوم بتقييمك هو فريق يريد مصلحتك ، ويرغب في ان تكون افضل في المرة القادمة .. وعليك ان تشترك في المسابقات مثل ( مسابقة النادي – ومسابقة القسم – ومسابقة القطاع ) فهذه المسابقات وان لم تفوز فيها ، فانك ستستفيد منها كثيرا ، ولم لم تفوز في هذه المسابقة فانك وبأذن الله ستفوز في الاخرى ، وهكذا .. واذا تحدثت للناس فانظر اليهم ، وأعرّهم اهتمامك ، وركز في الفاظك ، ونوع من نبراتك بحسب السياق والمضمون ، ووزع نظراتك بينهم بالتساوي ، فمن لا تنظر اليه فلن يسمعك ، وامزج في خطبتك بينما تعرفه من معلومات ، وبين ما علمتك اياه الحياة من خبراتك الناتجة عن تجاربك الشخصية - وهذا الامر بالضبط سيفيدك كثيرا في المسابقات - فتدرب عليه اثناء ادائك لمشاريعك الخطابية في النادي  .
تميم بشغف يقول : هذا ملهم حقا هذه نصائح نادرة سأستفيد منها في مشاريعي الخطابية العشر التي سألقيها في اندية (التوستماسترز) .
فقال الحكيم : أحيّ فيك حماسك ، واشدّ من ازرك .. وثق تماما بانك في اندية ( التوستماسترز )  ستستفيد وتفيد ، لأنك ستجد بيئة ايجابية محفزة ، تسموا بك للعلالي ، وترفع من مستواك الى عنان السماء ، فتغدوا بروح عالية ، وتمضي بنفس سامية ، نحو الخطابة المؤثرة الملهمة الراقية  .
تميم يأخذ نفسا عميقا ويقول : الله .. ما اجمل هذه الكلمات المحفزة ، وما اروع هذه العبارات المشجعة ، الهمتني جدا ايها الحكيم الجميل .
قال الحكيم : نسيت ان اخبرك ان هنالك مشاريع عشرة أخرى في القيادة ايضا ،وعندما تجتازها ستحصل على القائد المتمكن .. واذا اجتزت المشاريع الخطابية العشر فستحصل على شهادة مستوى المتواصل المتمكن ، وهذين الشهاديتن ان جاز لنا ان نسميهم فسنقول بانهم ( بكاليوسالتوستماسترز )  .
فقال تميم بفرح : هذا رائع سأكون خطيبا مفوها ، وقائدا متمكنا ، يا لروعة هذا ويا لجماله .
فقال الحكيم : وأكثر من هذا ( فالتوستماسترز ) ليس للخطابة فقط ! بل انه يعلمك ترتيب الافكار ، فعندما تتحدث في خطبة ارتجالية ، لم تعرف عنوانها الا عندما وقفت على المسرح  ، فهذا سيجعل عقلك يقظ ، وبديهتك سريعة ، ويساهم في زيادة قدرتك على الارتجال ، والتحدث في أي شيء في لحظة ، وسيزيد أيضا من ثقافتك ، لأن كل متحدث سيقف امامك ، سيتحدث في موضوع جديد ، وهذا التنوع في المواضيع بين المتحدثين ، سيضيف الى ثقافتك الكثير ، فقد تخرج من لقاء واحد وانت قد استفدت من ( الفيزياء والتاريخ والادب وعلوم الاجتماع وتطوير الذات ) 
فقال تميم متفاجأ : اذا .. هذه مدرسة تتنوع بالعلوم !
فقال الحكيم : بل واكثر من ذلك ، وما قلته لك ، انما هو غيض من فيض ، وهذه المنصة التعليمية الخطابية الملهمة ، لا زالت تُخفي الكثير من اسرارها ، كيف لا وهي عالم الايجابية ، والشغف ، وهي التعلم باستمتاع ومتعة والكل فيها يدعم ويشجع الاخر  ، والجميع فيها يتعلم بالتطبيق .
فقال تميم : اعذرني فانا مستعجل الان ، وشكرا لك من القلب على هذه المعلومات الفريدة الرائعة ، ونلتقي في فرصة تعليمية اخرى  .
فقال له الحكيم : وفقك الله ، ويسر امرك ، وبارك خطاك ، وتذكر دائما هذه الحكمة الصينية التي تقول : ( اذا استعد الطالب ظهر المعلم ) وستتعلم من المعلم في اندية ( التوستماسترز ) الشيء الكثير .. والان .. عرفت فالزم .
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله